جبل حرفة المسكون في السعودية

 


جبل حرفة يبلغ ارتفاعه 2491 مترا


يقع جبل حرفة – بفتح الحاء- في مركز بني عمرو التابع لمحافظة النماص جنوب غربي المملكة العربية السعودية، ويبلغ ارتفاعه نحو 2491 مترًا عن سطح البحر، ويقع إلى جانبه من الجهة الشماليّة الغربيّة جبلًا


وتحيط به الغابات وبعض قرى بني عمرو، وقد أشيعت حوله الكثير من القصص والحكايات التي تراوحت بين الحقيقة والخرافة، ولا شك أنّ موقع الجبل ووعورته وشكله المميز والغريب قد جعلت منه مرتعًا خصبًا لأصحاب الخيال الواسع


ممّا شاع بين الناس حول ذلك الجبل، أنّ من يصعد إليه مجرّد الصعود أو ينام فيه ليلة سيكون مصيره الفحولة الشعريّة، أو الجنون التام، وأنّ الباب المنحوت على جانبه الشمالي – ويسمّى باب حرفة -، يستحيل في ظلام الليل من صخرةٍ صمّاءٍ إلى بابٍ حديديّ!


ولا يزال أصحاب القرى المجاورة لذلك الجبل يتحدثون عن سماع أصوات قرع الطبول والرقص ونحوها، وعند تعقّب تلك الأصوات، يكتشفون أن خطواتهم تسوقهم نحو مكانٍ لا يجرؤ في العادة أحدٌ على التواجد فيه خلال الليل، فضلًا عن أن يقرع فيه طبلًا، أو يرقص طربًا نحو جبل حرفة!


فيما يلي سأروي بعض الحوادث التي دارت رحاها حول ذلك الجبل الغامض، والتي شهد بعضها أشخاصٌ معاصرون لنا، بينما قد يكون نسج الخيال هو مصدر البعض الآخر.


ممّا تناقله الناس حول جبل حرفة أنّ فتاةً بكرًا قد خرجت يومًا لتستقي من إحدى الأبيار المجاورة للجبل، فإذا بها ترى خاتمًا يعوم على مياه ذلك البئر، وأثناء محاولاتها للحصول على الخاتم، سُحبت بقوّة إلى داخل البئر لتسقط فيه، وتختفي تمامًا عن الأنظار


ولم تفلح جميع مساعي البحث في العثور عليها، وبعد عدّة أيّام، تفاجأ أبوها بدخول ثعبانٍ كبير إلى المنزل، وحين قام إليه ليقتله، إذا بالثعبان يتحدث!


ذلك الثعبان لم يكن سوى الجانّ الذي سحب الفتاة إلى داخل البئر، وقد ذكر لأبيها بأنّه أحد الجنّ الذين يسكنون جبل حرفة، وأنّه يحتفظ بابنته، وقد تزوّج بها، وأخبره بأنّ سبب قدومه هو تلبية ما يريده البنت لاخبار ابيه بالزواج !


روى أحد سكّان قرية “بني رافع” – قرية متاخمة لجبل حرفة – لإحدى الصحف المحليّة قصةً شهد أحداثها بنفسه، وقد وقعت قبل حوالي 20 عامًا حين كان عائدًا إلى قريته من إحدى المناسبات في ساعة متأخّرة من الليل، وإليكم القصة على لسانه – بتصرّف – :


“أثناء عودتي من إحدى المناسبات الاجتماعية في وقت متأخر من الليل، تفاجأت بوجود أربعة أشخاص من الجنسيّة التركيّة على جانب الطريق، فسألتهم عن سبب تواجدهم هناك في هذا الوقت، فأخبروني بأنّ اثنين من أصدقائهم قد صعدوا جبل حرفة منذ الساعة العاشرة مساءً تقريبًا، ولم يعودوا حتى الآن


وطلبوا منّي مرافقتهم في الصعود إلى الجبل والبحث عن صديقيهم، فقرّرت مساعدتهم والصعود معهم، وفي أثناء البحث، وجدنا أحد أصدقائهم متمسّك بإحدى الصخور وكأنّه مكبل، والدماء تسيل من يديه

وما إن قرأت المعوّذات وآية الكرسي حتى تحرّرت يداه وكأنّه نشط من عقال، ولم تجدِ محاولاتنا في العثور على الآخر، فذهبنا إلى الشرطة، وقدّمنا بلاغًا باختفائه، وتم إخطار الدفاع المدني كذلك بالأمر


حدثت المفاجأة حين عدنا إلى الموقع بصحبة سيارات الدفاع المدني، فقد وجدنا الشخص المفقود ويداه مضرّجتان بالدماء، في حين أن السيارة التي أتى فيها أولئك الأتراك قد تعرّضت لضرر كبير، وزجاجها قد تناثر على الأرض. فأخبرني أصدقاء الشخص المفقود ممّن لم يبارحوا المكان بأنّ صاحبهم قد تردّى بسرعة عالية من الجبل بعد ذهابنا، ليرتطم بسيارتهم”. يؤكّد الحادثة السابقة أحد الرقاة الشرعيّين من بني عمرو، والذي صرّح بأنّ الأتراك الأربعة قد حضروا إليه ليقرأ على أحدهم بعد أن تعرّض لمسّ الجانّ على إثر الواقعة المذكورة.


رحلة صيد ينقل لنا هذه الحادثة التي مضى عليها سنوات – تقريبًا – أحد المقيمين بالقرب من جبل حرفة عن أحد أقاربه، حيث ذهب في إحدى الأيّام لصيد الطيور، فوقع بصره على طيرٍ قد استقرّ على إحدى الصخور، وحين عزم على توجيه البندقية نحوه، إذا به يسمع صوتًا غريبًا

وعلى حين غرّةٍ منه، انتُزعت البندقية من بين يديه، وأُلقيت على الأرض بقوّةٍ جعلتها تنشطر إلى نصفين، وقد كلّفته رحلة الصيد هذه الكثير من الرعب والهلع، والتي استمرّت معه فترةً ليست بالقصيرة!


من القصص التي رويت بشأن الجبل، قصّة وقعت في العام 1995م، عندما اجتمع أربعة أصدقاء غير بعيدٍ عن جبل حرفة، وظلّوا يتسامرون حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حين انتقل الحديث إلى قصص الجن المرعبة


وانتهى بذكر جبل حرفة، فدفعت نشوة الحماس أحدهم – واسمه ناصر- لأن يقول: “من منكم يعتقد أنّه شجاع كفاية ليرافقني إلى الجبل؟”، فوافق أحد أصدقائه – واسمه محمد – على مرافقته، فاستأذنا من صديقيهم ليستقلّا سيّارة ناصر قاصدين الجبل


كانا ناصر ومحمد قد اتّفقا على أن يأخذا “مجرّد جولة” في الجبل، ثم يعودا بسرعة إلى أصدقائهم، لكنّ الأمر لم يكن بهذه السهولة! حين شرعا في صعود الجبل بصحبة الكشّاف الذي كان يحمله محمد، بدأوا يسمعون أصوات أطفال يلعبون ويتضاحكون


وحين يلتفتان إلى مصدر الصوت، يتحوّل الضحك إلى بكاء! عندئذ لم يتمالك ناصر نفسه من البكاء، وقرّرا العودة إلى السيارة التي أضاعوا طريق الرجوع إليها، أثناء ذلك، سمعوا صوت امرأةٍ تستنجد بهم، فآثرا بعد تفكير تتبّع صوتها لمساعدتها، وحين اقتربا من مصدر الصوت


رمز "تم التحقق منها بواسطة المنتدى"

وجدا نارًا تشتعل في قطعة قماش على إحدى الأشجار.. وقف محمد مشدوهًا ممّا رأى، بينما استشعر ناصر شيئًا يلمسه من الخلف، فالتفت، فإذا به طفل مبتسم يقول: “تقول أمي أنكما أيقظتما أخي الصغير”، حينها سقط ناصر مغشيا عليه! انتبه محمد لصديقه ناصر، وخلال محاولته إيقاظه، تعرّض لحذفة قوية بالحصى، فنظر إلى مصدر تلك الحذفة، فإذا بها امرأةٌ تقف أمامه بصحبة طفلها، فقالت لمحمد: “لقد سكن طفلي جسد صديقك”


رمز "تم التحقق منها بواسطة المنتدى"

فبدأ محمد بالبكاء، ثم أردفت المرأة قائلة: “هل تظنّا بأنكما ستخرجان من هنا؟”، وما كان جواب محمد إلا المزيد من البكاء. حينها بدأت المرأة تأكل ابنها الذي كان بجانبها وهي تبكي وتقول لمحمد: “الآن أصبحت أنت ابني”، فأجابها محمد وهو يبكي: لكنّي إنسان، فصرخت المرأة صرخةً مدوّية، ثم قالت: “أعلم بأنّك إنسان، لكنّك قتلت ابني أثناء سيرك حين كان نائمًا”، فخرّ محمد إلى الأرض فاقدا وعيه هو الآخر!

انتهت القصّة بمقتل ناصر داخل إحدى كهوف الجبل، والعثور على محمد في مكانٍ يبعد عن الجبل بأكثر من 600 كيلومتر وقد فقد عقله، وحين علم بأمره الضابط الذي استقبله في مركز الشرطة، حاول مساعدته

لكنّ هذه المساعدة قد كبّدته حياته وحياة عائلته، واحتراق منزله، وفي النهاية، قُتل محمد في ظروف غامضة













تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة الماسة الزرقاء