فقاعة سوق المناخ الكويتي !!

في عام 1982 أصبحت بورصة الكويت ثالث أكبر بورصة بالعالم من حيث القيمة السوقية, بعد سوق الولايات المتحدة وسوق اليابان, ماهي أسباب تضخم هذا السوق الصغير ليحتل المركز الثالث عالميا؟!
في عام 1973 بدأت الدول العربية بقيادة الملك فيصل -رحمه الله- في مقاطعة دول الغرب التي تساند إسرائيل, عن طريق وقف شحنات النفط عنها وكانت على رأس القائمة الولايات المتحدة, أدى ذلك الأمر إلى أرتفاع أسعار النفط في العالم...
وبما أن الكويت تعد من الدول النفطية ارتفعت إرادات الدولة في ذلك الوقت ومع زيادة إرادات الدولة إزداد دخول المواطنين أيضا, بدأ الكثير من الأفراد في ذلك الوقت بالاستثمار في البورصة الرسمية التي تأسست عام 1977 بدأ المضاربون بالتداول في البورصة...
لم يكن ينظر لقوائم الشركات بسبب أن السوق كان مستمر في تسجيل مكاسب في ذلك الوقت, و في اخر عام1977 إنخفض المؤشر من 235.2 إلى 191.8 كذلك إنخفضت التداولات بنسبة 66%, تدخلت الحكومة في ذلك الوقت عن طريق إيقاف الطرح لشركات جديدة و إيقاف عمليات الاندماج للحد من عمليات المضاربة...
عدد كبير من البنوك تضررت بسبب إقراض مضاربي الأسهم, لحل المشكلة بدأت الحكومة أيضا بشراء الأسهم من السوق وصلت قيمة الشراء ل 150 مليون د.ك, أيضا قامت بشراء الديون المتعثرة لدى البنوك, أدى التدخل الحكومي لتعافي السوق في عام 1978...
اعطى التدخل الحكومي ثقة كبيره للمضاربين بحجة ان الحكومة ستقوم بعملية إنقاذ للسوق في حال إنهار مره اخرى, للاسف السوق الرسمية لم تعد مناسبة لهم بسبب الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في ذلك الوقت للحد من عمليات المضاربة...
في عام 1978 تأسس سوق المناخ (السوق غير الرسمية) مع دخول شركات غير كويتية للسوق ودخول عمليات شراء الأسهم بالاجل (forward contract) وغياب المشرع, أصبح السوق خصب جدا للمضاربين...
اصبح المضارب قادر على شراء عدد كبير من الاسهم عن طريق شيكات اجلة (forward contract) لم يكن ينظر لملاءة الشخص, ولغياب دور الوسيط في تحديد هامش تغطية لقيمة العقد مع نزول أو ارتفاع سعر السهم أصبح الجميع يتداول العقود على امل أن السوق سيستمر بالصعود...
العقد الاجل يقوم على أن يتم تحديد موعد تسليم السهم بقيمة معينة بالمستقبل مع تحديد السعر سلفا أي لا يوجد تبادل نقدي وقت التوقيع, يوضح الشكل الجولة الأولى و الثانية من عملية التبادل للعقود ويلاحظ أن الانكشاف على تقلب الاسعار اصبح على المتداول ال3و4...
المتداول الاول و الثاني اصبح لديهم حماية من تقلب سعر السهم بسبب اغلاق العقد بسعر اكبر, لكن المخاطر من تعثر دفع المتداول ال3و4 لازالت موجودة
لغياب دور الوسيط في العملية (clearing house) ولتقليل مخاطر السيولة لدى الافراد في حال أن السهم إنخفض, وضع نظام في السوق يتيح لمن سيقوم بشراء الاسهم في المستقبل أن يقوم بدفع قيمة العقد قبل موعد التسوية ويحصل على خصم يوضح الشكل عملية التبادل النقدي ووجود خصم عند التسوية المبكرة...
كانت العقود الاجله مكلفة جدا من حيث الفرق بين السعر الفوري للسهم والسعر المستقبلي له, وجود فرق كبير بين السعريين يوضح أن الجميع كان في حالة تفائل, الغريب أن في ذلك الوقت وصلت تكلفة خلو القدم لأحد المكاتب في السوق الى 15 مليون د.ك يبين ذلك حجم الارباح التي كانت في السوق...
في عام 1980 بدأ الرئيس العراقي صدام حسين الحرب على ايران مما أدى لإرتفاع اسعار النفط لمستويات جديدة, كان لذلك اثر ايجابي على دخول الافراد بدأت ثرواتهم بالنمو الامر الذي زاد من عمليات المضاربة في السوق غير الرسمية (سوق المناخ), رسم يوضح اسعار النفط
أستمر السوق بالصعود حتى أصبح في 1982 ثالث اكبر سوق بالعالم من حيث القيمة السوقية, كان المضاربين في ذلك الوقت ينتظرون علامات وجود تصحيح للسوق ليقوم المضارب بإغلاق صفقاته, إنفجار الفقاعه لم يكن ببطئ بل كان سريع جدا, في اغسطس 1982 تم تقديم شيك على احد كبار المتداولين ولكن...
تفاجأت صاحبة الشيك بعدم وجود رصيد كافي في حسابه, انتشر الخبر في السوق بسرعة, بدأ السوق ينهار في لحظات السوق المبني على اساس إئتماني هش, بدأ المضاربون بالافلاس مع توقف التداولات في السوق...
اعلنت الحكومه انها لن تقوم بإنقاذ السوق كما حصل سابقا وسيتم تنفيذ الشيكات على اصحابها قامت الحكومة بإحصاء قيمة العقود ووجدت انها بلغت 94 مليار دولار موزعة على 6000 مضارب تقريبا ولكن النصيب الاكبر من الديون كان مسجل على 18 متداول...
خلال الايام الاولى سُجلت 350 حالة إفلاس, عدد الاشخاص في السوق كان كبير الامر الذي وضع الحكومة في موقف صعب تم وضع عدة برامج من قبل الحكومة لتسهيل عملية الوفاء بالالتزام من قبل المتعسر حالهم, وأُغلاق السوق, وفي عام 1985 تم افتتاح سوق الكويت للأوراق المالية في مبنى جديد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة الماسة الزرقاء